سورة طه - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أبو منصور السمعاني، أخبرنا أبو جعفر الرياني، أخبرنا حميد بن زنجوية، أخبرنا ابن أبي أويس، حدثني أبي عن أبي بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت السورة التي ذكرت فيها البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم السورة التي ذكرت فيها البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلة».
{طه} قرأ أبو عمرو بفتح الطاء وكسر الهاء، وبكسرهما حمزة والكسائي وأبو بكر، والباقون بفتحهما.
قيل: هو قسم. وقيل: اسم من أسماء الله تعالى.
وقال مجاهد، والحسن، وعطاء، والضحاك: معناه يا رجل.
وقال قتادة: هو يا رجل بالسريانية.
وقال الكلبي: هو يا إنسان بلغة عك.
وقال مقاتل بن حيان: معناه طأ الأرض بقدميك، يريد: في التهجد.
وقال محمد بن كعب القرظي: أقسم الله عز وجل بطوله وهدايته.
قال سعيد بن جبير: الطاء افتتاح اسمه الطاهر، والهاء افتتاح اسمه هاد.
وقال الكلبي: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي بمكة اجتهد في العبادة حتى كان يراوح بين قدميه في الصلاة لطول قيامه، وكان يصلي الليل كله، فأنزل الله هذه الآية وأمره أن يخفف على نفسه فقال: {مَا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} وقيل: لما رأى المشركون اجتهاده في العبادة قالوا ما أنزل عليك القرآن يا محمد إلا لشقائك، فنزلت: {مَا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} أي لتتعنى وتتعب، وأصل الشقاء في اللغة العناء.


{إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} أي لكن أنزلناه عظة لمن يخشى. وقيل: تقديره ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ما أنزلناه إلا تذكرة لمن يخشى. {تَنزيلا} بدل من قوله: {تذكرة} {مِمَّنْ خَلَقَ الأرْضَ} أي: من الله الذي خلق الأرض، {وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلا} يعني: العالية الرفيعة، وهي جمع العليا كقوله: كبرى وكبر، وصغرى وصغر. {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}. {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} يعني الهواء، {وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} والثرى هو: التراب الندي. قال الضحاك: يعني ما وراء الثرى من شيء.
وقال ابن عباس: إن الأرضين على ظهر النون، والنون على بحر، ورأسه وذنبه يلتقيان تحت العرش، والبحر على صخرة خضراء، خضرة السماء منها، وهي الصخرة التي ذكر الله في قصة لقمان {فتكن في صخرة} والصخرة على قرن ثور، والثور على الثرى، وما تحت الثرى لا يعلمه إلا الله عز وجل، وذلك الثور فاتح فاه فإذا جعل الله عز وجل البحار بحرا واحدا سالت في جوف ذلك الثور، فإذا وقعت في جوفه يبست.


{وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ} أي: تعلن به {فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} قال الحسن: {السر}: ما أسر الرجل إلى غيره، {وأخفى} من ذلك: ما أسر من نفسه.
وعن ابن عباس، وسعيد بن جبير: {السر} ما تسر في نفسك {وأخفى} من السر: ما يلقيه الله عز وجل في قلبك من بعد، ولا تعلم أنك ستحدث به نفسك، لأنك تعلم ما تسر به اليوم ولا تعلم ما تسر به غدا، والله يعلم ما أسررت اليوم وما تسر به غدا.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: {السر}: ما أسر ابن آدم في نفسه، {وأخفى} ما خفي عليه مما هو فاعله قبل أن يعلمه.
وقال مجاهد: {السر} العمل الذي تسرون من الناس، {وأخفى}: الوسوسة.
وقيل: {السر}: هو العزيمة {وأخفى}: ما يخطر على القلب ولم يعزم عليه.
وقال زيد بن أسلم: {يعلم السر وأخفى}: أي يعلم أسرار العباد، وأخفى سره من عباده، فلا يعلمه أحد. ثم وحد نفسه، فقال: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى} قوله عز وجل: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} أي: قد أتاك، استفهام بمعنى التقرير.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8